الاثنين، 17 سبتمبر 2018

بقلم/مصطفى رضوان/ يكتب . قصة إبليس

بقلم مصطفى رضوان

قصة قصيرة جدا

إبليس

دخل غرفته في الطابق العلوي أغلق نوافذها بإحكام و أطفأ الأنوار .. في زاوية قرب سريره أشعل قنديلا صغيرا و أخرج من درج مكتبه ورقة و شفرة حادة و بدمه كتب .. تأنى قبل أن تقرأ قصتي هاته فهي عبارة عن كلام و أحداث خيالية وواقعية تتسم بالشعودة و الجنون إن أي استمرار منك في قراءة ما أكتب معناه أنك حكمة على نفسك بدخول مملكتي .. عالمي المظلم المليء بالخوف و الرهبة لن تخرج منه سالما أبدا .. استمرارك يعني القبول . وأي تراجع الآن ستدفع ثمنه غاليا من نفسك أو أهلك .. نعم .. لا تبتسم .. أنت الآن تجلس وحيدا  رغم الأشياء المحيط بك تقرأني يدفعك الفضول لمعرفة المزيد عني أنا الشيطان .. أاكد لك ان الأمر سيكون صعبا عند نهاية القصة و هي قصة لاتنتهي فنهايتها هي بداية من نوع آخر .. أنا الآن استحود عليك .. و أنظر للأشياء من خلالك ، هذه الحروف التي تتراقص أمام عينك هي من صنعي أنا أنا الشيطان.. انظر الى الأشياء الغير مرتبة في منزلك إني أتلبس بها .. الأواني الغير مغطات في مطبخك أنا من يسكنها .. إحساسك بالبرد و القشعريرة و أنت جالسةفي المرحاض أنا من يكون هناك  انا الشيطان ملك الجان .. انظر الى المرآة أنت لست أنت  بل انا هناك .. انا من يصفف لك شعرك و شفرة الحلاقة انا من يمررها على وجهك احدر ان تصيبك لعنتي فتفقأ عينك .. لاتحملق في المرآة كثيرا مرة أخرى .. ولا تبتسم لوجهك القدر هناك فأنا من يفعل ذلك .. الظل المعكوس على الجدار لي انا و الأفعال السيئة التي تقوم بها و الأفكار المنحطة التي تراودك خلف الباب انا صاحبها.. اعتدل في جلستك الآن .. واستمع إلي جيدا .. ركز قليلا و كف عن الكلام استمع لنبض العالم و الأشياء حولك ستجدني  في كل مكان أنا الشيطان .. ..كف عن أكل ما هو مالح او به سكر ثلاثة ايام  و ستراني بشحمي و عظمي كما يقال .. هل فكرت في فعل شيطاني .. في أمر سيء .. في مغامرة خطيرة .. في محاولة يائسة إنه أنا ..
أنا السكون ، أنا الظلام ، أنا المرض ، انا الفقر ، انا الضعف ، و انا القوة ، انا الدماء ، أنا جثث الأموات ، انا الفراغ ، انا الموجود في كل القنوات في الأزقة و الشوارع و عند أصحاب  المخدرات . . انا موجود فيك الآن أستمع لدقات قلبك و أزيز انفاسك  و تقلبك بالليل و النهار .. لا تحاول،  فقد تلبست بك انت ملكي الآن ، إذا لم تصدقني ستحدث لك او لعائلتك او جيرانك او اصدقايك أشياء لم تكن تتوقعها .. استمر و لاتلتفت فأنا الحقيقة الماثلة بين يديك .. أنت الآن تحرك يديك و رجليك و تتسارع رموش عينيك و دقات قلبك كأنك تحاول تراني أو تكتشف لغزي .. ستشعر الآن بصداع خفيف و بالخوف لأني متلبس بك ، أعيش معك أراقب كل حركاتك و سكناتك .. لا حد يستطيع أن يغير مجرى الأحداث .. انا الآن من يملك زمام الأمور و يرسم خريطة العالم .. فقط المجنون من يراني و يعلم حقيقة امري و لهذا انا معه في صراع مرير .. لأنه لا يهتم بأشياء العالم و هي سلاحي الفتاك لهزيمتك.. و كلما كنت في ديق او فاقة او حاجة مهما كان نوعها او حجمها كنت إلي أقرب و أسهل فافعل فيك ما شئت .. فكر مليا تستجدني في كل مكان  ، في طموحاتك في أحلامك في حزنك في بكائك في تعثراتك في سقطاتك في همساتك في كتبك في رسائلك .. في ثناياك و بين جوانحك ... أنا الشيطان..
الكل يبحث عن الخلاص و للخلاص طريق واحد لا ثاني له .. الانتحار .. هيا قم و انتحر ..انتحر بأي طريقة تشاء .. أنا الشيطان و أنت ملكي الآن ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق