الأحد، 23 سبتمبر 2018

د/احمد محمد شديفات/يكتب . قبس من نور

بسم الله الرحمن الرحيم
قبس من نور "أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ "
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات / الأردن
دعوة ومشهد كله اشمئزاز وقلق ومنظر مقزز تتأذى منه النفوس الطيبة الطاهرة والفطرة السليمة النقية............
قال الله تعالى :-
" ...أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ..."
هذا شعار ودعوة إلى منظومة سلوك بشري سليم خالي كافة الأمراض الاجتماعية وإعلان واستفهام وإشارة وتحذير؟
وتمثيل مقصود منه استفظاع الممثَّل وتشويهه لإفادة الإغلاظ على المغتابين لأن الغيبة متفشية في كثير من الناس والمجتمعات الخالية من تقوى الله.
فشبه الذي يغتاب غيره بآكل لحوم البشر، وشبه الذي الغائب بأخيه من باب الشفقة وشبه غَيْبته بالمَوت لأن الميت لا يستطيع أن يدافع عن نفسه،
ومن الغريب العجيب إذا حضر هذا الشخص الغائب، تجد المغتاب يتملق له كذبا ونفاقا وبهذا اكتملت أركان التمثيل...
وكأن المشهد أمامك بحركاته، ولحم أخيك الميت معروض، وأنت تنظر اليه وتنهش منه وهو محرم عليك وعلى غيرك فعلا الأمر جد خطير في غاية الازدراء تَأبَاهُ النفوس الكريمة، وتمتنع عنه الألسن النبيلة، فلا غيبة بعد اليوم بعد سماع هذا التمثيل الحقيقي الواقع المتكرر في حياة الناس يوميا.
إذن أنظر لكل مغتاب وهو يأكل لحم إخوانه والدماء المسفوحة تسيل على شدقيه هذا الأمر كله قرافة بخصوص الغيبة " وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ"
وأعلم رحمك الله أن الغيبة تفقدك الكثير من حسناتك وتذهب هدرا لغيرك؟ فهي تسحب من رصيدك بعلمك أو بدون علمك مباشرا لرصيد الشخص الى اغتبته،
فقد اغتاب رجل الحسن البصرى رحمه الله ،فأهدى إليه طبقاً من تمر .
وقال له : أهديتني حسناتك فلم أجد شيئاً أكافئك به إلا هذا التمر...
تصور يا رعاك الله إلى مجتمع خال من الغيبة، وكله طهارة ونظافة والألسن مشغولة بذكر الله وبما يعود بالفائدة عليها وعلى غيرها....
ومن لم يتب عن أمر الغيبة ويضع حدا فاصلا لكلامه ويمنع لسانه ويحبسه ،فقد وقع في دائرة الكراهية فيتحاشاه كل الناس فقد ولغ في أعراضهم وأجسادهم ولحومهم.
" فَكَرِهْتُمُوهُ"كلمة قاسية كلها كراهية تصور هذا المكروه من الله والبشر،
أصبح معروفا منبوذا مكروها كالأجرب المعدي ولا ينقذه ولا ينجيه من واقعه إلا الله "وَاتَّقُوا اللَّهَ ***فالتقوى هي العلاج الشافي المعافي الذي يزداد بها صحة وقوة ومنعة إذا التزم تقوى الله وحتمي بالله وبهذا تكون النجاة فيعينه الله على الخلاص من آفة ومرض الغيبة ويتوب الله عليه{{...إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}}

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق