،،،،،،، الهــــــروب ،،،،،،،
هروبٌ ودويُّ خذلانٍ
بقايا ذاكرةٍ مهترئةٍ
مزقتها غصَّةُ الأيامِ
خفقانٌ وتمرُّد قلبٍ
سافرَ بمركبِ النَّبضِ
يريدُ العبورَ لذاكَ الأفقِ
لمآثرٍ كانت تصدحُ
كتبها بالدَّمِ إنسانٌ
أمطارُ الذاكرةِ حمراءٌ
تهطلُ على نافذةِ الصدرِ
وإعصارٌ بفسحةِ الغدِ
أشجارُ الرأفةِ عاريةٌ
والزهرُ مسلوبُ الألوانِ
أَهربُ من مستنقعِ الزيفِ
وجهتي حقولُ النسيانِ
أَهربُ من بحرِ النفوسِ
من قصائدِ رفعةٍ تطفو
على وجعِ الموجِ
منكسرةُ الكرامةِ تنوحُ
خجولةٌ بمطلعِ الشَّمسِ
وعزةٌ مازالت تصرخُ
في الكتبِ والدواوينِ
أينَ أبا تمامٍ والسموءلِ
أينَ جريرًا والفرزدقِ
أينَ هؤلاءِ الفرسانِ
أهربُ من مدِّ زمانٍ
أرهقَ السكينةَ
وبعثرَ الأحلامَ
وذلكَ الجزرُ العنيدُ
يؤرجحُ النفوسَ
بين الكذبِ والرَّياءِ
أهربُ بآمالي وآلامي
باتجاهِ رمالِ الكرامةِ
لعلِّي أجدُ نفسي
أجدُ بقيةَ أمانٍ
أهربُ من الشعاراتِ
المصلقةُ على كوةِ
بائعي الأوطانِ
من التراتيلِ الحمقى
تستحضرُ الأشباحَ
أَهربُ من دقائقِ الأسفِ
في ساعةِ العمرِ الواقفةِ
على منتصفِ الذبولِ
كساعي بريدٍ ضريرٍ
يُحصي برجفةِ اللمسِ
رسائلًا يغلفها الأسى
مبللةً بخيباتِ القلوبِ
فأجمعُ أشلائي وأشيائي
بحقيبةٍ أهداها لي الألمُ
وأرحلُ بلا قلبٍ بلا قيدٍ
إلى ذلكَ المجهولَ
فقد أعثرُ على عنوانٍ
خيرات حمزة إبراهيم
١٦ / ١٢ / ٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق