السبت، 25 سبتمبر 2021

اشتقت لسوريتى/رائعة خيرات حمزة إبراهيم مجلة روائع الشعر والنثر وفرسان الحرف

 ،،،،، اشتقت لسوريتي ،،،،،


الليل أتى بكلِّ السكونِ

استيقظتِ الغابةُ 

بكلِّ رحمتها

قد نامَ الإنسانُ

ونامت معه الظنونُ

ونامَ الشَّرُّ على الطرقاتِ


أسرجتَ قنديلَ تخبطي

وبتُّ أجوبُ في داخلي

أفتشُ عن سوريتي

عن شموخي وعزتي 

أفتشُ عن حياةٍ غفت 

كانت جميلةً

عن حياةٍ كبت 

كانت عليلةً

عن إنسانيتي

في بهرجِ الكلماتِ 


قَلَّبتُ في دفاترِ أشعاري

بقايا ذكرياتي

أهلي رفاقي وسُماري

وأفراحٌ كانت مدفونةً

في حنايا الروحِ

وفي صفاءِ النفسِ

في خفقانِ القلبِ

وفي الخلجاتِ


وقرأتُ في وجهِ القمرِ

حياةَ أطفالي الجميلةِ

أزهارٌ تضجُّ بالخميلةِ

عن زمانِ الرداءِ الأبيض

لايسرقُ منهم لعبتهم

ولاحتى الحلوى

لايسرقُ حكايا الجدةِ 

والبراءةُ بالحكاياتِ


اشتقتُ لسوريتي الجميلةِ

تلك الطفلةُ ابنةُ الشقاءِ

ذئابُ الأنسِ تنهشُ 

بثوبها الربيعي 

والريحُ المجنونةُ 

اجتزَّت شعرها الغجريَ

مكسورةَ الأصابعِ تئنُ

كيفَ تَطلي أظافرها الغضةُ

فبكيتُ قطعةً من كرامتي

مركونةً في أعماقِ ذاتي


اشتقتُ للنجمةِ بثوبِ العرسِ

يحرسُ موكبها القمرُ المضيءُ  

في منتصفِ الشهرِ

لا تعرفُ أقدامَ الغولِ

لا طعمَ القهرِ

ولا كأسَ المرارةِ المثقوبِ

وعلى الشفاهِ يمرُ

هيهاتَ الاشتياقُ يزهرُ

والوردُ يروى بالخيباتِ


أنا سوريٌّ حدَّ المدارِ

أحمل يقيني كلَّ نهارِ

و أفتشُ عن الإنسانِ

لماذا تهدمه الدنيا 

كي تبني منه أوهامًا ودارِ

ولماذا حينَ يجوعُ 

يركله الليلُ ويُلفظ بالنهارِ 

لايطعموه غيرَ الصمتِ؟!

والصمتُ طلسمٌ كريهٌ 

ضاعت فيه النخوةُ 

بالاجحافِ وبالحساباتِ


خيرات حمزة إبراهيم

٢٤ / ٩ / ٢٠٢١


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق