السبت، 3 سبتمبر 2022

وما ابريء نفسي/الشاعر مصطفى الفرا مجلة روائع الشعر والنثر وفرسان الحرف

 وما أُبرِّئُ نَفْسِي 

***********************************


حَديثُ النَّفْسِ إِنْ صَفَتْ و طَهَرَهَا البُكَاَءْ


وَتَضَرْعَتْ وتَبرَأت مِن حَوْلِهَا لِرَب الَّسمَاءْ


وَتأَسَّفَتْ لِضَعْفِها مُتَخَطِّيةً مَا يَخْلِطُ الجُهَلاَءْ


مُعترفَةً أَنَّ الضَعفَ فينا مَهْمَا وُصِفْنَا أَقْوِيَاءْ


وَالجَهْلُ مِنَا نَقِيصَةُُ تُسْعِدُ وَتُشَجِعُ الأَعْدَاءْ


وَالغَدْرُ عَذَابَهُ مُرُُّ إِذَا مَا أَصَابَ الأَوْفِيَاءْ 


وَأَنَنَا نَسْتَصْعِبُ مُعَايَشَةَ الرِّضَى والاكتفاءْ 


وَنُطِيحُ في دُنيانا إِسْرَافًا وَ عُلُوًا وَ كِبرياءْ


وَالبُخلُ يتَملكنا حرصًا إذا أَرَدْنَا السَّخَاءْ


وَغُرُورًا لا نَعْتَبِرُ من تَسَاقُطِ الاصحاء 


وَقد مَلَؤا الدُّنْيَا ضَجِيجًا و عُجْبًا و خُيَلاَءْ 


وَهَكَذَا حَيَاتُنَا سِجَالُُ بَين ضَحِكٍ وَ بُكَاءْ


تَسِيرُ بِرَتَابَه ضحًا مُشْرقًا يَغْتَالُه الْمَساءْ 


لا صَيْفَ يُرْضِينَا وَ لا يُأدبنا زَمْهَرير الشِّتَاءْ


تَتَقَلبُ فُصولُ أَعْمَارِنا بين أُمْنِيَاتٍ وَأنْوَاءْ 


فَكَمْ فَرحُُ زارنا ضيفًا خفيفًا لم يُعْجِبه البَقاءْ


فَرَحَلَ وَخَلَفَ لِمنْ رضيَّ وَعْدًا يَحْدُوه الرَّجَاءْ


أَلاَ تَدُومُ أَحْزَاَنُُ مَهْمَا ثَقُلَتْ وعَتَّمَتْ أَجْوَاءْ 


فمتَى إذَا قَرأْنَا نَعي وإذا سَمِعْنَا نُحْسِنُ الاصْغَاءْ


لِمن قَاَلُوا أَنَّنَا عَابرُونَ إلى مَحَطَةٍ عِنْدَهَا اللِّقَاءْ


بِربٍّ غَفُورٍ تَتَطَايَرُ صُحفُُ لَنَا سَطَّرَهَا الضِّياءْ


يَاحَظُّ مَنْ تَلَقْاهَا بِيَمِيِنهِ وَاضِحَةَ يُزينها الصَّفَاءْ


ضَاحِكًا مُسْتَبْشِرًا صَائِحًا بزهوٍ أَيُّهَا القُراءْ


ومَعَ زُمْرَةِ الأحباب إلى جنةِ فرْدَوسِ السَّمَاءْ


فَرِحِينَ بَمَا أَتَاهُمْ رَبِهِم بِرَحْمَتِهِ بَعْدَ العَنَاءْ


وياخيبة مَنْ كَانَتْ دُنْيَاهُ حَصَادُهَا الغَبَاءْ


وَاخْتَلَّتْ مَوَازِينَ دُنْيَاهُ وَ كَانتْ نَاقِصَةَ الوَفَاءْ 


اسْتَبَاحَ الاعْوِجَاج مُتَنَكرًا للاسْتِقَامة والاسْتواءْ 


واسْتَحَلَّ المَظَالِمَ ولم يَعْبَأ لْدَمْعَةِ الْفُقَرَاءْ


سَيُؤْخَذُ لِنَارٍ حميت و ابْيضت ثم صارت سوداء 


وقُودُها النَاسُ وَ الحجارة لا تبقي لهم أشْلاءْ 



لن ينجُ من عذابها مَنْ تَبجحَ وظن أن لا جَزَاءْ


فَيَا رَبِّي هذه دُنْيَا نُجَاهد فيها مَخَافة الشَّقاءْ


أعِنِّي بِقُدْرَتِك آمنتُ بك واحدًا و بِسيدِ الشُّفَعَاءْ


مصطفى عبدالرحيم الفرا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق