الخميس، 28 يناير 2016

الطعم ..قصة /الصالح غيلوس

الطعـــــــــــــــــــــــــــــــم الجميل
- قصة قصيرة- الصالح غيلوس / الجزائر
لما علم بقصته اتخذ عهدا غليظا أن ينتقم دون رحمة ... كعادته مبتسما دائما جسمه يغري الفتيات، كلامه المعسول يوقعهن في شباكه، قل من تصمد أمام رغباته الجامحة، ساحر يترصد خطوات ضحاياه بدهاء بالغ، لا يبالي بالجمال أو القبح، ينفذ مخططاته الجهنمية بأسلوب عجزت الشرطة عن تفكيكه.
كل قصة لها فضاؤها، تبتدئ عادة بالطيبة وتنتهي بالخيبة، دينامي في حركاته، يغير أرقام هواتفه، حان الموعد،أخرج هاتفه ، ألو سلمى، وبابتسامة ابتزازية، كيف حالك أين أنت، أنا أنتظرك بشغف، أغلق هاتفه و نادى النادل، كأس شاي من فضلك، حاضر سيدي، أخرج كناشة حمراء وكتب رقم ( 20)، أعادها إلى جيبه الداخلي، وشرب الشاي بسرعة.
توجه نحو المكان بخطى متثاقلة، نعم رأته من بعيد استقبلته بابتسامة اتسعت لها عيناه، - ترى فيه فارس أحلامها- ، رجل تتمناه كل الفتيات، سلم عليها وسارا إلى حديقة الأحلام كما يسميها، تحدثا مطولا لكنه لم يصبر، دعاها إلى شقة أستأجرها من صديق له وجهزها لأغراضه الدنيئة، سارت معه وقد أخذ عقلها ... جلست على الكنبة الحمراء، قدم لها عصيرا، ... ثم لامس جسدها أبت واعتذرت وتمنعت، كانت شجاعة، لم تظهر له أنها ترفضه، بل وعدته بأنها ستلبي رغبته، خاب ظنها، ها قد أسرته بجمالها الفاتن تسمر في مكانه، بعد أن هدأ غضبه الهائج، كان يمني نفسه بصيد سهل، لم يتحرك ودعته بابسامة مصطنعة على أمل اللقاء.
وفي الموعد المحدد ينظر إلى الساعة،رنَّ هاتفه إنها هي،أسرع الخطى، والفرح يطير به إلى جسدها الفاتن، تقف على الرصيف، كقمر لاح بعد ظلام دامس، لباسها الأبيض على جسدها حرك غرائزه المكبوتة، ... لم يتمالك نفسه ودون مقدمات ضمها بعنف وكأنه لم يعرف سواها، استسلمت لرغبته،... لحظات (طرق طرق) رفع رأسه، إنها الشرطة ولا مفر إنك محاصر، عرف أن الجمال خداع، رمقها رمقة أسد كسير، مد يداه دون مقاومة تذكر، نظر إليه الضابط، وصاح في وجهه لقد وقعت يا- بن الزنا- وما ظننت وقوعك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق