الأربعاء، 13 أبريل 2016

المبدع/المهندس خليل الدولة/تعب العراق

قصيدة (تعبَ العراق) بمناسبة الذكرى السنويّة لأحتلال العراق وما جرّ ذلك من فتن وحروبٍ وويلات :
تعبَ العراقُ شمالُهُ وجنوبُهُ ----تعبَ العراقُ جبالُهُ وسُهوبُهُ
للهِ ما يلقى مِنَ الأهوالِ في -----أيّامِهِ وكَأنّها مطلوبُهُ
تعبَ العراقُ فَمَنْ سيَرأبُ صَدْعَهُ --وَقَدَاثْخَنَتْهُ جراحُهُ ونُدوبُهُ
فِتنٌ تَوالى ما لها مِنْ آخِرٍ -------حارَ المُصابُ بها وحارَ طبيبُهُ
بلدُ الحضارةِ قد تَخَلّفَ رَكبُهُ ---عن رَكبِها ، فالعادياتُ رَكوبُهُ
هانتْ خطوبُ العالمينَ بِخَطبِهِ --أنّى تُقاسُ الى الخُطوبِ خُطوبُهُ
الجَورُ في حُكّامِهِ مُستأصِلٌ ---وكأنّما يحلو لهمْ تَعذيبُهُ
جاءوا اليهِ مصلحينَ بِزعمِهمْ ---فإذا بهم إصلاحُهمْ تَخريبُهُ
عاثّ الطّغاةُ بهِ فساداً مُنتناً ---فَسَدَتْ بهِ أجواءُهُ وطُيوبُهُ
مِنْ كلِّ طاغٍ مُستبدٍّ ظالمٍ -----أفنى العراقَ شرورُهُ وحروبُهُ
وهوَ الّذي بَهَرَ الأنامَ بطيبِهِ ---في عالمٍ قد أفسَدَتْهُ ذُنوبُهُ
وهوَ الّذي بعُلومِهِ ونظامِهِ ---قد جاءَ دَوماً أوّلاً ترتيبُهُ
فَجميعُ ما في الأرضِ مِنْ معلومِها --قد دبَّ في أرضِ العراقِ دبيبُهُ
تعبَ العراقُ فهلْ لهُ مِنْ راحةٍ --مِنْ بعدِما أبكى الزّمانَ نَحيبُهُ
الجوعُ في أبناءِهِ والكنزُ في ----أحشاءِهِ ! إنّ العجيبَ عجيبُهُ
لكنّني بالرّغمِ مِنْ مأساتِهِ -----وبرغمِ ما ينتابُهُ ويُصيبُهُ
مُتفاءلٌ بنُهوضِهِ ورُقيّهِ ------مُتجاوزاً زَمَناً أُديلَ عصيبُهُ
المهندس خليل الدولة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق